سماع الأذن و استماع القلب

سماع الأذن و استماع القلب

--------------------------------------------------------------------------------

للحديث مع الآخرين آداب و فن قد لا يكون جميع الناس على معرفة بها , و كما أننا نأتي لهذه الدنيا و نتعلم أساليب الكلام الذي يعد مهمًا جدًا كذلك فإن تعلم حسن الاستماع و الاصغاء إلى الغير يعد مهمًا أيضًا , للاستماع قواعد و فن , فدعونا نتعرف قليلاً على هذا الفن و لنتعرف على الفرق بين السماع وبين الاستماع ؟؟

يقصد بالسماع مجرد استقبال الأذن لذبذبات صوتية من مصدر معين دون إعارتها انتباهاً مقصوداً .
أما الاستماع والإصغاء فهو مهارة يعطي فيها المستمع اهتماماً خاصاً واهتماماً مقصوداً لما تتلقاه أذنه من أصوات ليتمكن من استيعاب ما يقال .
في حين ان هناك مرتبة اعلى و هي الإنصات لأن فيه تركيزاً أكبر من الانتباه والإصغاء من أجل هدف محدد .
قال الله تعالى في محكم آياته : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ")

و من المهم جدًا أن نتعلم حسن الاستماع إلى الآخرين كما نتعلم حسن الحديث فالاستماع الجيد يؤدي إلى علاقات إيجابية بين النا س كما أنه من أقوى طرق التأثير على الآخرين.

كيف ننمي مهارة الاستماع ؟
و هنا نقترح العناصر السبع لتطوير هذه المهارة:

1. اجعل المتحدث يشعر بالارتياح.
2. تعاطف مع الحديث.
3. تخلص مما يشتت الانتباه .
4. كن صبورًا و قاوم رغبتك في الكلام و المقاطعة.
5. إعطاء إيماءات تدل على أن المستمع منتبه إلى الكلام.
6. حافظ على اتزان مزاجك.
7. اطرح اسئلة للمتحدث في نهاية الحديث.

قال الله تعالى في كتابه الكريم : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )

في بعض الأحيان لا يكون لدينا القابلية لان نستمع إلى الاخرين أو التفاعل معهم و حتى الرد عليهم , و هنا لا يعد هذا استماعًا موجهًا , فلابد للاستماع أن يكون بحضور القلب , فالاستماع بالقلب لا بالسمع ,فحضور القلب يشكل فرقًا , فيكون لدينا احساس عالي بالكلام الذي نسمعه و يؤثر بالتالي على ردة فعلنا .

دعونا نتعلم كيف نصغي للآخرين و كيف نتفاعل معهم بطريقة ايجابية ليكن استماعنا موجهًا و أن نستمع للآخرين بفكر متفتح مع حضور القلب حتى نصل الى مستوى أعلى من الوعي , و حتى تكون علاقاتنا أكثر توجيهًا و فعالية.