ضى القمر
المساهمات : 156 تاريخ التسجيل : 23/05/2010
| موضوع: ابن الأحنف شاعر الحب العذري الجمعة سبتمبر 03, 2010 3:58 pm | |
| العباس هو خال إبراهيم بن العباس الصولي, وأحد شعراء العصر العباسي، عرف بوسامته وجمال هيئته, تمتعت ألفاظه بالبساطة والجمال, وله نوادر كثيرة, ولديه قوة احتمال كبيرة, وكان محبوباً من قبل قومه فلا يبخل بمد يد المساعدة لكل من يحتاجه. كان للعباس صلة بالخليفتين العباسيين: هارون الرشيد والمهدي, ولكنه كان اقرب من الرشيد حيث أحتل عنده مكانة كبيرة فقربه ونعّمه، وأصطحبه في العديد من حملاته، مما قاله ابن الأحنف في مرافقته للرشيد.
إِنَّما حَبَّبَ المَسيرَ iiإِلَينا
أَنَّنا نَستَطيبُ ما iiتَستَطيبُ
ما نُبالي إِذا صَحِبنا أَمينَ اللَهِ
هارونَ أَن يَطولَ iiالمَغيبُ
|
تغزل ابن الأحنف في كثير من النساء ومن أشهرهن "فوز" والتي قدم لها قصيدة باسمها, كما نال غزله لها من ديوانه نصيب كبير حوالي ثلاثة أرباعه تقريبًا, وكانت الحب الثاني في حياة ابن الاحنف هي "ظلوم".
مما قاله في محبوبته "فوز"
أَلَم تَعلَمي يا فَوزُ أَنّي iiمُعَذَّبُ
بِحُبِّكُمُ وَالحَينُ لِلمَرءِ iiيُجلَبُ
وَقَد كُنتُ أَبكيكُم بيَثرِبَ iiمَرَّةً
وَكانَت مُنى نَفسي مِنَ الأَرضِ iiيَثرِبُ
أُؤَمِّلُكُم حَتّى إِذا ما iiرَجَعتُمُ
أَتاني صُدودٌ مِنكُمُ iiوَتَجَنُّبُ
فَإِن ساءَكُم ما بي مِنَ الضُرِّ فَاِرحَموا
وَإِن سَرَّكُم هَذا العَذابُ iiفَعَذِّبوا
فَأَصبَحتُ مِمّا كانَ بَيني iiوَبَينَكُمُ
أُحَدِّثُ عَنكُم مَن لَقيتُ iiفَيَعجَبُ
وَقَد قالَ لي ناسٌ تَحمَّل iiدَلالَها
فَكُلُّ صَديقٍ سَوفَ يَرضى وَيَغضَبُ
وَإِنّي لَأَقلى بَذلَ غَيرِكِ فَاِعلَمي
وَبُخلُكِ في صَدري أَلَذُّ iiوَأَطيَبُ
وَإِنّي أَرى مِن أَهلِ بَيتِكِ iiنُسوَةً
شَبَبنَ لَنا في الصَدرِ ناراً تَلَهَّبُ
عَرَفنَ الهَوى مِنّا فَأَصبَحنَ iiحُسَّداً
يُخَبِّرنَ عَنّا مَن يَجيءُ iiوَيَذهَبُ
| وقال في "ظلوم" أَظَلومُ حانَ إِلى القُبورِ iiذَهابي
وَبَليتُ قَبلَ المَوتِ في iiأَثوابي
فَعَلَيكِ يا سَكَني السَلامُ iiفَإِنَّني
عَمّا قَليلٍ فاعلَمِنَّ حِسابي
جَرَّعتِني غُصَصَ المَنِيَّةِ بِالهَوى
أَفَما بِعَيشِكِ تَرحَمينَ iiشَبابي
سُبحانَ مَن لَو شاءَ سَوّى iiبَينَنا
وَأَدالَ مِنكِ لَقَد أَطَلتِ iiعَذابي
| شعره وأسلوبه في الكتابة
[b] كان شعر ابن الأحنف مميز عن شعراء عصره وذلك يرجع إلى انفراده بنوع واحد من أنواع الشعر وهو الغزل فتميز فيه وأتقنه, وفيه قال الجاحظ: " لولا أن العباس بن الأحنف أحذق الناس وأشعرهم وأوسعهم كلاما وخاطرا، ما قدر أن يكثر شعره في مذهب واحد لا يجاوزه، لأنه لا يهجو ولا يمدح لا يتكسب ولا يتصرف، وما نعلم شاعرا لزم فنا واحدا فأحسن فيه وأكثر". أمَّا شِعرُه فكان ذي طابع سلس وفيه عذوبة ورقة ملحوظتين في موسيقاه, وكانت الصياغة واللغة عنده فيها قوة ومتانة, وألفاظه كانت عفيفة غير متكلفة كل من يقرأها يفهمها, ومن كثرة عذوبة ورقة وجمال موسيقاه وأشعاره وبساطة وخفة بحوره الشعرية؛ كان مشاهير عصره من المغنيين وعلى رأسهم إبراهيم الموصلي يتغنون بمعظم قصائده. أمَّا بالنسبة لأسلوبه عامة فكان كثير الحوار وسرد القصص والأحداث, فكان يسلب لب المستمعين له بأسلوبه السلس الشيق في رواية الأحداث والوقائع بما تحمله من مشاعر وأحاسيس يخطف بها قلب القارئ أو المتلقي لشعره. وعرف عن العباس أنه كان لا يتكسب من شعره أي شيء غير المتعة ولا شيء غيرها, فكان شعره عبارة غزل عفيف, فالعباس كان لا يهجو ولا يمدح, غزل ولا شيء إلا الغزل.
[b]قال في الغزل[/b] [center]
أَميرَتي لا تَغفِري ذَنبي
فَإِنَّ ذَنبي شِدَّةُ iiالحُبِّ
يا لَيتَني كُنتُ أَنا المُبتَلى
مِنكِ بِأَدنى ذَلِكَ iiالذَنبِ
حَدَّثتُ قَلبي كاذِباً عَنكُمُ
حَتّى اِستَحَت عَينَيَ مِن قَلبي
إِن كانَ يُرضيكُم عَذابي iiوَأَن
أَموتَ بِالحَسرَةِ iiوَالكَربِ
فَالسَمعُ وَالطاعةُ مِنّي لَكُم
حَسبي بِما تَرضَونَ لي حَسبي
| [/b][/center] | |
|